فإن (ذا) وصف لـ (أي) كما كان الألف واللام وصفا له، لأنه مبهم مثله، فصار له كما صار الألف واللام. يريد أن (أيا) المبهمة يوصف في النداء بما فيه الألف واللام وبالأسماء التي للإشارة، فإذا قلت: يا أيهذا فكأنك قلت: يا أيها الرجل. قال ذو الرمة:
(ألا أيُّهذا المنزلُ الدّارسُ الذي ... كأنك لم يَعهدْ بكَ الحي عاهدُ)
(ذا) وصف لـ (أي) و (المنزل) وصف لـ (ذا) و (الدارس) وصف لـ (المنزل) و (الذي) وصف لـ (المنزل) أيضا. وقوله: كأنك لم يعهد بك الحي عاهد، هو على لفظ الخطاب، والذي يجب أن يعود إلى (الذي) على لفظ الغيبة، لم يعهد به الحي عاهد. وإنما جاز هذا على الاتساع. وهو مثل قولهم: أنت الذي قمت وأنا الذي قمت، فلما تقدم النداء وهو للمخاطب استجاز معه أن يجعل ضمير المخاطب في موضع ضمير الغائب. ويروى:
ألا أيها الرَّبْعُ الذي غير البِلَى ... كأنَّك لم يَعْهَدْ بك الحيَّ عاهدُ