للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استرخى خصره ضعف. وقوله (أمينٍ من عَلِ) يريد أنه شديد الظهر، وهذا البعير معاود للاستقاء من الآبارْ ولأن يقال له: أدبرْ وأقبل: أدبر عن البئر إذا امتلأت الدلو، وأقبل إليها إذا تفرغت. يريد أنه قد استقي عليه مراراً كثيرة.

تنوين ظروف المكانْ وجعلها نكرات

قال سيبويه: (وكذلك من أمامٍْ ومن قدّامٍ ومن وراءٍ ومن قبُلٍ ومن دُبُرٍ وزعم أنهن نكرات) وقال أبو النجم:

تفلي له الريحُ ولمّا يَفتلِ

لمّة قفرٍ كشعاعِ السّنبُلِ

(يأتي لها من أيمُنٍْ وأشمُلِ)

الشاهد على تنوين أيمنْ وأشملْ وجعلهما نكرتين، وهما جمع يمينْ وشمال. وأراد أن هذه الظروف تكون نكرات في الأصل.

وصف راعياً. وقوله: تفلي له الريح، يريد إذا هبت الريح فرقت شعره لشعثه، وأنه ليس بمتلبّد لأنه لا يُدْهنْ ولا يمْشط، فالريح تفرقه، ولا تفرقه

الريح حتى تأخذ القمل من رأسه كما تفعل الفالية؛ وإنما تفرقه بهبوبها.

والقفر: مخفف من القفرْ وهو الذي جسمه يابس لا يُدهنْ ولا يُغسل. يقال منه: قفر يقفر قفرا، ويقال أيضاً قِفر يقفر إذا لم يجد أدْماً لطعامهْ ولا لحماً. والقفر: قلة لحم الجسم، يقال: رجل قفِرُ وامرأة

<<  <  ج: ص:  >  >>