للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلي. وقد رأيناهم حذفوا من بعض الأفعال التي يكثر استعمالها ما لا يوجب القياس حذفه، لكثرة الاستعمال. نحو: لم أبل، ولم يك، ولم نرهم استعملوا وعم يعم، ولا عمى يعمي في هذا الباب.

[الاسم المكرر خبر ابتداء محذوف - للمعنى]

قال سيبويه في باب الاختصاص، ويقال: - يعني الخليل - في قول الشاعر:

(يا هندُ بين خِلْبٍ وكَبِدْ)

أنه أراد: أنت هند بين خلب وكبد: يجعلها نكرة، وقد يجوز أن تقول بعد - مقبلا على من تحدثه -: هند هذه بين خلب وكبد.

وجعلها نكرة أحب إلي، لأنها إذا كانت نكرة فهي مخاطبة، كأنه قال: أنت هند من الهنود بين خلب وكبد. وقوله: يا هند؛ هو نداء لها وخطاب، وبعد هذا البيت خطاب لها أيضا. وهو إذا جعلها معرفة أخرجها عن أن تكون مخاطبة وحدث غيرها عنها. وبعد هذا البيت ما يشهد لهذا وهو قوله:

أسقاكِ غَيْثٌ هزم الرعدِ بَرِدْ

من الثريا نبته غير جَحِدْ

فكل وَهْدٍ ومِتان يَطرِدْ

والخلب: حجاب القلب، أراد أن ذكرها علق بقلبه فكأنها حاصلة بين كبده وقلبه. والهزم: السحاب الذي لرعده صوت شديد. وأراد: أسقاك سحاب هرم الرعد، فحذف الموصوف وأقام الصفة مقامه. والبرد: الذي فيه برد.

وقوله: من الثريا، يريد: من المطر الذي يأتي عند سقوط الثريا، وهو

<<  <  ج: ص:  >  >>