ويطرب: يمدد صوته. ثم قال: فلو أنه إذ كان ما حُمَّ: أي ما قدِّر أنه يقع بي، واقعاً بجنب قوم يحبونني ويودونني لكان أسهل علي.
وحذف جواب (لو). يريد أنه لو وقعت به هذه المصيبة وهو عند أهله لعزَّوه ورفقوا به، ولكنْ أتته المصيبة وهو بين قوم لا يبالون ما نزل به. ثم قال: ولكنما أهلي بوادٍ أنيسُهُ ذِئابُ. يريد أن أهله في بلد لا يجاورهم فيه إلا السباع. تبغى: تطلب الناس اثنين اثنين وواحداً واحدا.
[المنع من الصرف ما لحقته ألف التأنيث]
قال سيبويه في باب ما لحقته ألف التأنيث:(وبعض العرب يؤنث (العَلقي) فينزّلها بمنزلة (البُهْمى) يجعل الألف للتأنيث). وقال العجاج:
يستنُّ في عَلقى وفي مُكورِ
بين تواري الشمسِ والذُّرورِ
يصف ثور وحش، ويستنُّ: يعدو فيها ويمضي على وجهه، والعَلقى: ضرب من النبت، والمَكر أيضاً: ضرب منه وجمعه مُكور، وتواري الشمسِ: غروبها، وذرورها: طلوعها. وأراد بين ذرور الشمس وتواريها.
يعني أن الثور الوحشي يرعى من أول النهار إلى آخره في العَلقى والمكور. ويروى:
فحطّ في عَلقى
أي اعتمد على رعي العلقى والمكور.
[في وصف المؤنث بالمذكر]
قال سيبويه في باب تسمية المذكر بالمؤنث: (وسمعناهم يقولون: هذه ريحُ حَرور، وهذه ريحُ شمال، وهذه الريح الجَنوب، وهذه