قال سيبويه قال المسيب بن زيد مناة أحد بني عبيد، حين غزا حنظلة بن الأعرف الضبابي، فأخذ غلاما من غني، ثم أخذه أحد بني عبيد، فباعه، فخفي شأنه زمانا،
ثم ظهرت عليه غني فأخذوه في بيت ختن له من بني جعفر، فقتلوه، فبلغهم أن الأعرف يتبعهم يوعدهم. فقال المسيب:
ما لكَ يا أعرفُ تبتغينا
وقد تَقَبَّضْتَ على أخينا
أن نَكُ عَقَّيْنا فقد بُدينا
أو يَكُ مقتولا فقد سُبينا
أو تكُ مجدوعا فقد شُرينا
أو تكُ مفجوعا فقد دُهينا
(في حلقكم عظمٌ وقد شَجينا)
الشاهد قوله:(في حلقكم) فوحد وهو يريد (في حلوقكم) فذكر الواحد في موضع الجمع.
يقول: مالك تبتغينا تطلب أن توقع بنا مكروها، وقد تقبضت على أخينا: يريد إنه قبض على الغلام الذي أسره، فبقي في يديه حتى استخرجوع. وإن نك عقبنا: يعني فعلنا بك فعلا بعد فعلك بنا؛ فقد بدئنا. يقول بدئنا بمكروه فعقبنا كفاء به.
أويك مقتولا: يريد أن يك هذا الرجل الذي هو ختنك قد قتلناه، فقد سبي منا غلام. أوتك مجوعا: بمنزلة من قطع أنفه، لأجل أن ختنك قتل؛ فقد شرينا من سرى يشري