للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقولها: (سيوفَ بني مُقيِّدة الحمارِ) تريد أن أمهم راعية، تخرج بالغنمْ ومعها حمار تقيده لئلا يعدو. تقول: أنا لم أخش على عدي أن يقتله أولاء.

ويروى: (رماح الجن أو إياك حار).

تعني أنها لم تكن تخشى عليه أن يقتله أحد من الناسْ ولا يجترئ عليه. ورماح الجن: الطاعون (أو إياك حار) تقول: لم أخش أن تموت إلا بالطاعون، أو بقتلك يا حارث إياه. والحارث هو الملك. تريد أنه لم يكن مثله يُخشى عليه أن يقتله غير ملك، بعيد الهم: تريد أن همته تتناول الأمور البعيدة، لا يبعد عليه شيء مع سعة

همته.

الإتيان بالضمير منفصلاً

قال سيبويه قال عمرو بن معد يكرب:

(قد علمتُ سلمىْ وجاراتُها ... ما قطّر الفارسَ إلا أنا)

شككتُ بالرمحِ حيازيمَه ... والخيلُ تجري زِيَماً بيننا

الشاهد فيه أنه أتى بالضمير المنفصلْ وهو (أنا) حين لم يمكنه أن يأتي به متصلاً، وإنما لم يمكنه أن يصله بالفعل فيقول: (ما قطرت الفارس) لأن المعنى كان يبطل، لأنه يكون نافياً عن نفسه أنه قطر الفارس. والأمر الذي يقع بعد (إلا) هو مثبت مستثنى مما نُفي، فلما احتاج أن يأتي بالضمير بعد (إلا) أتى به منفصلاً لأن موضع انفصال وإنما هو موضع اتصال. الاتصال أن يتصل بالفعلْ ويليه، والانفصال أن يبعد عن الفعلْ ولا يليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>