وأين ذهبوا. ثم قال: وما بالربع من أحد: أي ليس به أحد يكلمني. والربع: المنزل، والأواريّ: واحدها آريّ وهو محبس الدابة، وأراد به في هذا البيت: إلا النُّؤْيَ، الذي يحبس الماء عن البيت، وهو حاجز يجعل حول البيت من التراب.
واللأي: البطءْ والاحتباس، وأبيِّنُها: أتبينها. يقول: بعد بطءْ وطول نظرْ وفكر عرفتُ الدار. وإنما تنكرتْ عليه لخرابهاْ وتغيرها عن الحال التي يعرفها عليها. وقوله: والنؤيُ كالحوضِ، شبه النؤي الذي حول البيت بالحوض، والمظلومة: الأرض التي أبطأ عنها المطر أعواماً فلم يصبها، ويقال: المظلومة: الأرض التي نُزلت من أول نزولْ ولم تكن نزلت قبل ذلك، والجَلَد: الأرض الصلبة.
و (الجَلَد) بدل من (المظلومةّ) و (ما) زائدة، أراد: لأياً أبيِّنُها، و (لأياً) مصدر لا فعل له من لفظه، ويقال الْتأتْ عليه الحاجة: أبطأت، وانتصابه لأنه مصدر جعل في موضع الحال، كأنه قال: فبطئاً عرفتها، والعامل فيه (أبيِّنُها)، وهو نحو من: قتلته صبراًْ وأتيته ركضاً.
رفع الفعل إذ لم يكن جواباً
قال سيبويه:(واعلم أنك إن شئت قلت: ائتني فأحدثك، ترفع، وزعم الخليل أنك لم ترد أن تجعل الإتيان سبباً لحديثه، ولكنك كأنك قلت: ائتني فأنا ممن يحدثك البتة جئت أو لم تجيء) قال النابغة الذبياني: