للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[في تعدد وجوه الإعراب]

قال سيبويه: ومثل ما يجيء في هذا الباب: على الابتداء، وعلى الصفة، وعلى البدل، وقوله عز وجل: (قد كان لكم آية في فئتين التقتا، فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة). يريد إنه يرفع على ابتداء محذو، كأن التقدير: إحداهما فئة تقاتل في سبيل الله، وفئة أخرى كافرة. والجملة وصف لـ (فئتين).

ثم قال:: ومن الناس من يجر. يريد إنه يجر (فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة) قال: والجر على وجهين: على الصفة، وعلى البدل. يريد أن (فئة) بدل من (فئتين) والصفة كما تقول: مررت برجلين قاعد وقائم. وإنما جعل (فئة) صفة لـ (فئتين) لأن (فئة) موصوفة، فكان اعتماد الصفة في (فئتين) على صفة (فئة). كما تقول: مررت برجلين: رجل صادق ورجل كاذب.

وقال كثير عزة:

فليتَ قَلوصي عند عزَّةَ قُيدَتْ ... بحبلٍ ضعيفٍ غرَّ منها فضَلتِ

وغودِرَ في الحي المقيمين رَحْهُا ... وكان لها باغٍ سوايَ فبلتِ

(وكنت كذي رِجلَيْنِ: رِجْلٍ صحيحةٍ ... ورجلٍ رمى فيها الزمانُ فشَلَّتِ)

<<  <  ج: ص:  >  >>