للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(صدت) ضمير من الراحلة، يريد أنها صدت عن الماء ولم تشربه، كما أن الذي يسقي النصارى يمتنع من سقيهم في وقت الصوم.

وقيل إنه يعني أن النصارى إذا ناموا لا يشربون شيئاً، يقول: من كان يريد سقيهم بعد النوم امتنع لأنه لا يحل له.

والشاهد فيه أنه نعت (نصارى) بـ (صُوَّام) و (صُوَّام) نكرة فلو كان (نصارى) معرفة ما نُعت بنكرة.

[التذكير على اللفظ]

قال سيبويه في ما ينصرف وما لا ينصرف (وكذلك جَنوب وشَمال، وقَبول، ودَبور، وسموم، وحَرور، إذا سمّيت رجلاً بشيء منها صرفته لأنها صفات في أكثر كلام العرب). يريد أن الصفات التي تقع للمؤنث على لفظ التذكير هي مذكرة وإن كانت صفات للمؤنث مثل: حائض وطامث ورَغوث وحَلوب، هذه صفات مذكرة وصف بها المؤنث. فإذا سميت رجلاً بشيء منها صرفته لأنها مذكرة وإن كانت صفات للإناث. فالتسمية للرجل بحائض كتسميته بضارب، وتسميته برَغوث كتسميته بشَكور.

وجعل قولهم جَنوب وأشباهها صفات مذكرة قد وقعت للريح وهي مؤنثة. فإذا سميتَ رجلاً بشيء منها صرفته كما بينت لك فيما تقدم. قال الأعشى:

إذا ازدحَمتْ بالمكانِ المَضيقِ ... حتَّ التزاحُمُ منها القتيرا

لها زَجَلُ كحفيف الحصادِ ... صادفَ بالليلِ ريحاً دَبورا

<<  <  ج: ص:  >  >>