وهذا الإنشاد على مذهب بني تميم، جعل (أنا) مبتدأ و (عارف) خبره و (كل) منصوب بـ (عارف).
وأما أهل الحجاز فإنهم يعلمون (ما) في (كل) ويرفعون (كل) بها، ويجعلون قوله:(أنا عارف) جملة في موضع الخبر. ويعود إلى اسم (ما) الضمير المحذوف، يريد: أنا عارفه.
وتعرفها بمنزلة أعرفها، والمنازل: منصوب على الظرف. يريد: اعرفها مكانها في المنازل من منى، وما كل من وافى منى أنا عارف: موضعه الذي ينزل فيه وتعرفت بمعنى عرفت. ومثله بيت طريف العنبري:
فَتَعرفوني إنني أنا ذاكمُ
[المفعول لأجله]
قال سيوبه: هذا باب ما ينصب من المصادر لأنه عذر لوقوع الأمر، فانتصب
لأنه موقوعله، ولأنه تفسير لما قبل لم كان وهذا هو المفعول له.
ثم مثل فقال: وذلك قولك: فعلت ذاك حذار الشر، وفعلت ذاك مخافة فلان وادخار فلان. قال حاتم الطائي: