للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هي تؤلف بينهم وتحفظ

جماعتهم، فهم مؤتلفون لا يفارق بعضهم بعضا.

وقوله (وفي العيادة أولادا لعلات) العلات: جمع علة وهي الضرة، وأولاد الضرائر متقاطعون، لا يكادون يأتلفون لأجل ما بين أمهاتهم من التباعد، ولا يجتمع بعضهم إلى بعض. يريد أنهم لحرصهم على الولائم، يجتمعون في أسرع وقت، فإذا وجب عليهم حق من عيادة أو غيرها، ثقل عليهم فعله، ففعله الواحد منهم بهد الآخر في أزمنة متفرقة، لا يجتمع اثنان منهم في قضاء حق كما لا يجتمع أولاد العلات.

[الرفع في باب الدعاء - الوجه نصبه]

قال سيبويه في المنصوبات: قال الشاعر:

(لقد ألَبَ الواشون ألبْا لِبَيْنِهمْ ... فتُرْبُ لأفواهِ الوُشاةِ وجَنْدلُ)

الشاهد فيه على رفع (ترب) وهو من باب الدعاء وهو مسموع من العرب، وسيبويه يعمل في هذا على السماع ولا يقيس بعضه على بعض، والقياس في جميعه النصب، لأن الدعاء بالأفعال، والمصادر تقوم مقامها، وتحذف الأفعال بعد أن نصبت المصادر، لأن رفع منها شيء فعلى الابتداء، وفيه معنى الدعاء كما كان في المنصوب.

و (ترب) مرفوع بالابتداء، و (جندل) معطوف عليه و (لأفواه الوشاة) خبر الابتداء. وألب يألب: إذا سعى ومشى. أراد: لقد سعى الواشون في الإفساد لبعدهم، أي لأن يفترقا، والبين هاهنا: الفراق، والذي عندي إنه أراد (لبينهما)

<<  <  ج: ص:  >  >>