للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقلت له رُدَّ الحمارَ فإنه ... أبوك لئيمٌ رأسُه وجحافِلُهْ

الشاهد في إضافة اسم الفاعل إلى المفعول، يريد: عادلا وطبه، ثم أضاف.

يهجو الفرزدق بهذا جرير، يقول: أتاني وهو على أتان قعساء، والقعس: خروج الصدر ودخول الظهر. والوطب: زق اللبن. يعني إنه راعي غنم، قد حلبها في المرعى، وحمل لبنها على أتان حتى يأتي أهله. وراعي الغنم يكون معه حمار يركبه. وراعي الإبل لا يحتاج إلى حمار، لأنه إذا أراد أن يأتي أهله ركب قعودا وجاءهم بما يلتمسون.

وقوله: عادل وطبه، يعني إنه يعدل وطبه على الأتان حتى لا تميل في أحد الجانبين، وأراد أن خلقه كخلق العبيد الرعاء، وقوله: فقلت له رد الحمار، وقبله: أتاني على القعساء، وهي أتان؛ وجهه عندي إنه رجع إلى الجنس، لأنه قبل النبيين، يقال: حمار، على لفظ الذكر يراد به الجنس، وإذا علم أنها أنثى قيل: أتان. ويجوز أن يكون أراد حمارا غير الأتان التي كان راكبها، والجحافل من ذوات الحافر بمنزلة الشفاه من الناس.

[نصب المضارع بإضمار (أن)]

قال سيبويه: قال عامر بن جوين الطائي:

ألم تركَمْ بالجزْع من مَلِكات ... وكم بالصعيد من هجانٍ مُؤبَّلَهْ

<<  <  ج: ص:  >  >>