للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإنشاد، وإن وقع شيء مما استشهد به - في الدواوين - على خلاف ما ذكر، فإنما ذلك سمع إنشاده ممن يستشهد بقوله على وجه، لأنشد ما سمع، لأن الذي رواه قوله حجة، فصار بمنزلة شعر يروى على وجهين.

[إعمال الصفة المشبهة بالـ]

قال سيبويه في باب حسن الوجه:

فِداكَ وَخْمٌ لا يُبالي السّبّا

(الحَزْنُ باباً والعَقُورُ كلبا)

الشاهد في نصب (بابا) بالحزن و (كلبا) بالعقور وليس فيهما ألف ولام.

والوخم: الثقيل. يمدح رجلا، يقول له: فداك من الرجال كل وخم ثقيل، لا يرتاح لفعل المكارم، ولا يهش للجود، ولا يبالي أن يسب ويشهر بخله، ويرى المال أحب إليه من نفسه. والحزن: الصعب الشديد. أراد أن بابه حزن صعب، شديد الدخول فيه. يعني إنه يمتنع من الوصول إليه حتى لا يلتمس معروفه.

وأراد أن الوصول إليه ممتنع، وليس يعني نفس الباب، والعقور كلبا: يريد أن من أتاه لقي قبل الوصول إليه ما يكره، من حاجب أو بواب أو صاحب، وجعل له كلبا على طريق الاستعارة كما يكون في البادية. يقول: فداك من الناس رجل هذا وصفه.

<<  <  ج: ص:  >  >>