للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا يعرفونه، فاقتحمته أعينهم واحتقروه، واستدلوه على موضع تباع فيه الخمر، فاشتروها، وسخروه في حملها، فقال هذا الشعر.

وأراد بسويق الكرم: الخمر، ثم قال: وما جرم وما ذاك السويق، يريد أنهم لم

يكونوا يشربون الخمر فيما سلف، لبخلهم، وأنهم كانوا لا يرتاحون إلى شربها وما شربوها في الجاهلية وهي لهم حلال، ولا غالوا بثمنها، لقلة رغبتهم في الدعوات وفي إنفاق المال.

[حذف المضاف - للإيجاز]

قال سيبويه في باب من المجاز: قال شقيق بن جزء بن رباح الباهلي:

وعادَ عليهِ أن الخيلَ كانتْ ... طرائقَ بيْنَ مُنْقِيةٍ وَرارٍ

(كأنّ عذيرَهُمْ بجَنوبِ سِلَّى ... نَعامٌ قاقَ في بلدٍ قِفارِ)

الشاهد فيه على حذف المضاف في قوله: كأن عذيرهم عذير نعام.

والعذير: الحال، يريد كأن حالهم في هربهم منا وفرارهم، حال نعام يبادر في العدو وهو فزع مذعور. وقوله: كانت طرائق: أي ضروبا، لم تكن كلها قوية تصبر على العدو. والمنقبة: التي فيها نقي وهو الخ، والرار: المخ الرقيق، ومخ المهزول يرق. وأراد: بين منقبة وذات رار فحذف.

وسلى: موضع بعينه. ويروى:

كأنهم برملِ الخَلَّ قَصْراً

ولا شاهد فيه على هذه الرواية. والخل: موضع، وقصرا: عشا، وقاق: صوت وصاح

<<  <  ج: ص:  >  >>