تفعل في الاسم الظاهر، لأنك تنون الظاهر وتضيفه، والاسم الذي بعده على لفظ واحد، نحو ما ذكره من قولنا: عجبت من كسوة زيد أبوه، بإضافة كسوة إلى زيد. ولو نونت (كسوة) ونصبت (زيد) لم يصر في موضع زيد لفظ غيره. ولو فعلنا مثل هذا في ضمير المتكلم، لجعلنا في موضع الياء التي له (أنا) فكنا نقول: عهد بها أنا الحي الجميع. لأن الضمير المجرور؛ لفظه يخالف لفظ الضمير المرفوع. والظاهر؛ في موضع الرفع والجر والنصب على لفظ واحد.
(والميسر: الضرب بالقداح والتقامر على الجزر، والندام: المنادمة). يقول: كنت عهدت هذه الأحياء المجتمعة وهم بخير وحال حسنة، يتنادمون ويقامرون وينحرون ويطعمون الاضياف.
وعهدي: مبتدأ، وضمير المتكلم هو في المعنى فاعل، والحي: مفعول المصدر،
وميسر: مبتدأ، وندام: معطوف عليه، وفيهم: خبر المبتدأ، والجملة في موضع الحال من الحي؛ وقد سدت الحال مسد الخبر، وهو من قولهم: شربك السويق ملتوتا، وضربك زيدا قائما.
[معمول الصفة المشبهة]
قال سيبويه قال النابغة:
فإنْ يَهْلَكْ أبو قابوسَ يَهْلَكْ ... رَبيع النَّاس والشهرُ الحَرامُ