للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويجيء شيئا بعد شيء، ويترقرق: يجري ويسيل. وأراد بماء الهوى: الدموع التي تجري من عين من في قلبه هوى. والمعنى واضح.

[(ابن ماء) وأشباهه نكرة]

قال سيبويه قال ذو الرمة:

وماءٍ قديمِ العهدِ بالناسِ آجنٍ ... كأنَّ الدَّبا ماَء الغَضا فيه يَبْصٌقُ

(وردْتُ اعتسافا والثُرَيّا كأنّها ... على قِمةِ الرأس ابنُ ماءٍ مُحَلَّقُ)

الآجن: الماء المتغير، قديم العهد بالناس: لم ينزل عليه أحد لأنه في موضع من الفلاة لا يسلك كثيرا. والدبا: من الجراد الذي لم تنبت أجنحته، والغضا: شجر معروف. و (ماء الغضا) منصوب بـ (يبصق) يقول: كأن الدبا أكل الغضا، ثم يصق في هذا الماء، وبصاقه أسود شبه ما يبصقه الدبا بما يخرج من الغضا، والذي يخرج منه قطران أو شبيه بالقطران.

وردت هذه الماء اعتسافا، أي على غير هداية. يقال اعتسف الطريق: إذا ركبه على غير هداية. والجملة التي بعد قوله: (اعتسافا) في موضع الحال من التاء. أي وردت في هذه الحال. و (الثريا) مبتدأة والجملة التي بعدها خبرها.

وقمة الرأس: أعلاه، ابن ماء: طائر من طير الماء، ومحلق: مرتفع في الجو يريد إنه ورد هذا الماء والثريا قد توسطت السماء.

والشاهد في البيت الثاني على إنه أتى بـ (ابن ماء) نكرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>