قال سيبويه في باب ما ينتصب لأنه خبر للمعروف: وهو الحق بينا ومعلوما، لأن ذا مما يوضح ويؤكد به الحق، و (بيتا ومعلوما) ينتصبان على الحال، وهذه الحال هي حال مؤكدة. يريد أنها تؤكد معنى الكلام، لأن قولنا (هو الحق) فيه إعلام وتبيين أن الذين أخبرنا عنه بأنه الحق واضح بين معلوم، فقد أكدنا أخبارنا عنه بأنه الحق بقولنا (بيتا ومعلوما) يريد كونه حقا معلوم.
والعامل في الحال: فعل يدل عليه معنى الجملة، كأنه قال: أعرفه بينا وأتبينه معلوما وما أشبه ذلك، وإذا قال: هو الحق معناه: أعرف أن الذي أخبرتك به حق ومعلوم ومعروف.
وقال سالم بن دارة:
(أنا ابنُ دارةَ معروفاً له نسبي ... وهل بدارةَ يا لَلناسِ من عارٍ)
من جِذم قيسٍ وأخوالي بنو أسدٍ ... أكارمُ الناسِ زَنْدي منهمُ واري
الشاهد في نصب (معروفا) يريد: انتبه لي معروفا نسبي.