الشجر، والأُنيْعِم: اسم مكان، وقوله: بالغٍ ديار العدو، يعني أنه لا يمكن رده عن الموضع الذي يسير لكثرتهْ وعزهْ وأنه لا يقاومه جيش. وقوله: ذي زهاء: أي هو يَحزر حزراً، فأما عدده فلا يمكن ضبطه. يقول الذي يراه: هو مقدار كذاْ ويقال: هم زُهاء ألف إذا كانوا مقدار ألف.
والأركان: النواحي، و (مَجْر) مجرور بـ (رُبَّ)، وقوله: سريت بهم أي سرت بهم ليلاً. ويروى:(مَطَوْتُ بهم) والمطو: المد، يريد أنه مد بهم في السير، والكَلال: الإعياء، والمطيّ: جمع مطيةْ وهو البعير الذي يركب ظهره. ويروى:
(حتى يَكِلَّ غزاتهم) وهو جمع غاز.
وقوله: وحتى الجياد ما يُقَدْنَ بأرسانِ، يعني أن الخيل كلت، فطرحت أرسانها على أعناقها، وتُركت تمشيْ ولم يحتاجوا إلى قُوْدها، لأنها قد ذهب نشاطهاْ ومرحها، فهي إذا خُلِّيت لم تذهب يميناً ولا شمالاً وسارت معهم.
والشاهد في البيت أنه لما جاء بـ (حتى) التي تنصب ما بعدها - وأراد أن يذكر بعدها ما لا يجوز أن يُعطف عليها - جاء بـ (حتى) في الكلام الثاني. وما بعد الأول منصوب لأنه غاية، والجملة الثانية مبتدأْ وخبر، و (حتى) التي هي غاية، لا تدخل على المبتدأْ والخبر (فجاء بـ (حتى) التي ترفع ما بعدها من الأفعالْ وتدخل على المبتدأْ والخبر).
عطف الفعل بالجزم - ربطاً للمعاني
قال سيبويه في باب الحروف التي تنزل بمنزلة الأمر والنهي،