وسبب هذا الشعر أن حصينا والقعقاع ابني خليد أكلا بكرة لسويد ابن زيد بن عاصم الفقعسي، فطلبهما - بما صنعا - بنو لقيط، وعقر بعض بني لقيط فرسا لخليد.
ويجوز أن يريد بقوله (داءها) داء الجماعة التي اجتمعت في خصومته وقتاله، إلا الخزي ممن جمعهم للقتال. ويجوز أن يريد: ما كان داء الخيل التي عقرت إلا الخزي، لأنه فعل فعلا أدى إلى عقرها.
ورأيت في شعره (إلا الجري ممن يقودها) يعني إنه جرى فيها جريا مذموما.
[إضمار خبر الأول لدلالة خبر الثاني عليه]
قال سيبويه في أعمال أحد الفعلين: قال عمرو بن امرئ القيس الأنصاري الخزرجي:
نحن بما عندنا وأنت بما ... عندك راض والرأي مختلف
الشاهد فيه إنه حذف خبر الابتداء الأول، فكأنه قال: نحن بما عندنا راضون، وأنت بما عندك راض.
يخاطب بذلك مالك بن العجلان، وكان عمرو بن امرئ القيس قد حكمته الأوس والخزرج في ثور سميحة حين اقتتلوا بسبب حليف لمالك بن العجلان قتلته الأوس، فلم يرض مالك بن العجلان بحكم عمرو بن امرئ القيس.