الشاهد في رفعه (بنو أم البنين) ولم يجعل هذا من الاختصاص في شيء، لأن هؤلاء لا يعرفون بأنهم بنو أم البنين الأربعة، كما يعرف بنو منقر وبنو دارم ببني منقر وبني دارم. وإنما تنصب الأسماء في الاختصاص إذا شهرت وعرفت.
ومن زعم أن هؤلاء قد عرفوا بالفضل، فصار بمنزلة بني منقر، قلنا له: اعمل على أن الأمر على ما ذكرت في أنهم معروفون بالفضل؛ إلا أنهم لم يشهروا بأن يخبر عنهم أنهم بنو أم البنين، ولا يجوز أن ينصب في الاختصاص إلا المشهور.
ومع هذا فلو شهروا بأم البنين، لكانوا يشهرون ببني أم البنين الخمسة، وإذا غيره في الشعر عما كان عليه في الكلام، ذهبت شهرته، فلو نصب لم يكن بعده ما يكون خبرا.
[(الحكاية) إذا نوديت لا ترخم]
قال سيبويه في باب الترخيم، في باب الأسماء التي كل اسم منها من اسمين: واعلم أن الحكاية لا ترخم، لأنك لا تريد أن ترخم غير منادى، وليس مما يغيره النداء، وذلك نحو: تأبط شرا، وبرق نحره.
يعني أن الحكاية إذا نوديت لم ترخم، لأنها إذا نوديت فهي على اللفظ الذي تكون عليه في غير النداء، ولا يحدث فيها تغيير إذا نوديت، وإنما يرخم ما يتغير في النداء عما كان عليه، والذي يتغير في النداء هو الشيء الذي تقصد إليه بعينه فتدعوه، وإذا قصدت واحدا بعينه بنيته فتغير عن حال