للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[النصب على المصدر بإضمار الفعل]

قال سيبويه في باب له صوت صوت حمار:

دَفَعتُ ظِلالَ الموتِ عنهمْ بطعنة ... من المزيداتِ الوئساتِ الأواسيا

لها بعدَ استنادِ الكَليم وهَدْئِهِ ... ورنِةِ مَنْ يَبكي إذا كانَ باكِيا

(هَديرٌ هديرَ الثّوْرِ يَنْفُضُ رأسَه ... يَذُبُّ بقَرْنَيْهِ الكِلابَ الضواريا)

يرثي النابغة في هذه القصيدة وحوحا أخاه لأبيه ويقول: دفعت الموت عن قوم

ذكرهم، وقد أظلهم وكاد الموت ينالهم، يقول: طعنت رجلا من أعدائهم الذين يطلبونهم طعننة، كانت سبب انكشافهم وتفرقهم لهولها وعظمها، لها: لهذه الطعنة بعد أن يسند الكليم وهو الجريح، ويهدأ شيئا من الهدوء. والرنة: صوت البكاء يريد أن الطعنة تخرج الدم، لها صوت كصوت هدير الثور من الوحش؛ إذا قاتل كلاب الصيد، والروقان: القرنان، ينفض رأسه، يحركه من جوانبه ليذب الكلاب بقرنيه، ويذب: يدفع بقرنيه عن نفسه الكلاب، والضواري: التي قد ضريت باللحم.

والشاهد إنه نصب (هدير الثور) بإضمار فعل، مثلما فعل في قولهم: صوت صوت حمار.

<<  <  ج: ص:  >  >>