وكان المتنخل نزل بقوم فجفوه؛ فقال: لا در دري أن أطعمت نازلكما من نزل منكم سويق المقل وعندي الحنطة. يريد إنه لا يمنع اضيافه أجود ما عنده من الطعام وأطيبه، ولا يفعل بهؤلاء القوم الذين بهم إذا نزلوا به، مثل ما فعلوا به حين نزل بهم، وعرض بهم أنهم قروه سويق المقل، وخبئوا البر فلم يطعموه منه شيئا.
إعرابه حالا إذا حمل على الضمير - لأن
الضمير لا يوصف
قال سيبويه في باب إجراء الصفة على الاسم في بعض المواضع أحسن. وتقول: مررت برجل معه صقر صائد به، أن جعلته وصفا يعني أن جعلت صائدا وصفا لـ (رجل). ثم قال: وإن لم تحمله على الرجل. يريد أن لم تجعله وصفا لـ (رجل) وحملته على الاسم المضمر المعروف، نصبته.
أراد بالمضمر ضمير الرجل الذي دخلت عليه (مع) وهو الهاء من (معه) وجعله عليه: أن يجعل حالا منه، لأن المضمر لا يوصف. وجعل هذه المسألة ونظائرها يقع على وجهين:
إن شئت أجريت الصفة على الاسم النكرة المتقدم فجعلتها وصفا له، وإن شئت حملتها على الضمير الذي يعود إلى الاسم النكرة فجعلتها حالا منه.
ثم ذكر سيبويه مسائل هي نظيرة قوله: مررت برجل معه صقر صائد به صائدا به، حتى انتهى إلى أن قال: وأما قولهم، فهذا لا يكون فيه وصف ولا يكون إلا خبرا فهو باطل. يعني أن قوما من النحويين يزعمون