الشاهد فيه أنه قلب الواو في (الوفادة) همزة، وهي من: وفد يفد.
والوفادة: هي الوفود إلى الملوك والجبابرة، والجبابير: الملوك، والبأساء: الشدة، والركائب: جمع ركاب. يريد انهم إذا حضر وفد بني عامر عند الملوك استولت عليهم، وإن كانت للملوك نِعم كانت عليهم، فإن نزلت بالملوك شدة قاموا بها.
وفي شعره:
أما الوفادةُ فاستولتْ رَكائِبَنا ... عند الجبابيرِ بالبأساءِ والنعَمِ
أما العُرامُ فمن يذهبْ يُعارِمُنا ... يَعْضَضْ بإبهامِه من واجمِ الندمِ
العُرام: الخصومة والقتال، والواجم: الساكت على غم وحزن، وأراد: من وَجوم الندم، وجعل اسم الفاعل في موضع المصدر، ويجوز أن تقدر الكلام، لا تجعل معه اسم الفاعل في موضع المصدر، ويكون التقدير: يعضض بإبهامه من جريرة واجم الندم.
في الأبنية (فعُلان)
قال سيبويه في الأبنية: ويكون على (فعُلان) وهو قليل، قالوا: السَّبُعان، وهو اسم المكان. قال ابن مقبل):
(ألا يا ديارَ الحيِّ بالسَّبُعان ... أملَّ عليها بالبِلى المَلوانِ)
الملوان: الليل والنهار. يريد أن الليل والنهار أكثرا عليها من أسباب البلى والدروس، فكأنهما أملاها من كثرة ما أصاباها به من ذلك. وهو مأخوذ من: أمللتَ الرجلَ إذا أضجرته بحديثك أو بغيره مما يكره كثرته وطوله، يعني أملَ عليها بأسباب البلى.