للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالابتداء، وإنما يحسن في البدل، إذا كان البدل مثله يصلح أن يكون جوابا لـ (من) أو غير (من) ممن يقتضيه المعنى. قال مالك بن خالد الهذلي:

يا ميَّ أن تفقدي قوما ولَدْتِهمِ ... أو تُخْلَسيهِمْ فإن الدهرَ خَلاّسُ

(عمروٌ وعبدُ مَنافٍ والذي عَهِدَتْ ... ببطنِ عَرْعَرَ أبي الضيم عبّاسُ)

تخلسيهم: يؤخذون منك بغتة، فإن الدهر من شأنه أن تؤخذ فيه الشيء بغتة: وعرعر: مكان معروف.

والشاهد فيه رفع (عمرو) وما بعده، ولم يجعلهم بدلا من (قوما) و (عباس) بدل من (الذي). ولو أبدلت فسد الكلام، لأننا إذا نصبنا (الذي) وجب أن ننصب الذي هو بدل منه، فكنا نقول: عباسا:

وقوله: والذي عهدت، الضمير عندي يرجع إلى مي، وترك لفظ الخطاب وأخبر عنها باللفظ الذي يكون للغائب، أراد. والذي عهدت، فلم يستقم له، فأتى باللفظ الذي للغائب.

[الرفع على الاستئناف دون الاتباع تجديدا للمعنى]

قال سيبويه في باب ما ينتصب على المدح والتعظيم: وذلك قولك: الحمد لله

<<  <  ج: ص:  >  >>