للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[في أعمال صيغة المبالغة (فعل)]

قال سيبويه قال الشاعر:

(حَذِرٌ أموراً لا تَضيرُ وآمنٌ ... ما ليس مُنْجِيَهُ من الأقدارِ)

الشاهد فيه إنه أعمل (حذر) وهو على (فعل) عمل الفعل.

لا تضير: لا تؤذي ولا تخاف لها عاقبة، وآمن من الأقدار ما ليس ينجيه، يقول: الإنسان لقلة علمه وضعفه في نفسه يحذر ما لا يضيره، ويأمن ما لا ينجو منه.

و (حذر) مرفوع على كلام متقدم و (آمن) معطوف عليه و (ما) بمعنى الذي. وقد زعم قوم أن أبا يحيى اللاحقي حكى أن سيبويه سأله عن شاهد في أعمال (فعل) فعمل له البيت.

وإذا حكى أبو يحيى مثل هذا عن نفسه، ورضي أن يخبر إنه قليل الأمانة، وأنه أؤتمن على الرواية الصحيحة فخان، لم يكن مثله يقبل قوله ويعترض به على ما قد أثبته سيبويه. وهذا الرج أحب أن يتجمل بأن سيبويه سأله عن شيء، فخبر عن نفسه بأنه فعل ما يبطل الجمال، ويثبت عليه عار الأبد. ومن كانت هذه صورته؛

بعد في النفوس أن يسأله سيبويه عن شيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>