والشاهد فيه إنه رفع (يداها) ولم يجعلهما مفعولين لـ (تواهق) وفي شعره (اليدان) منصوبتان بـ (تواهق). وإنشاده:
تُواهِقُ رجلاها يديه
والمعنى يوجب أن يكون اليدان مضافتين إلى ضمير مذكر وهو ضمير العير،
وذلك أن المواهقة هي المسايرة وهي المواغدة، يقدم الأتان بين يديه ثم يسير خلفها، يعني أن يديه تعملان كعمل رجلي الاتان، ورأسه، أي رأس الحمار فوق عجز الأتان كالقتب الذي يكون على ظهر البعير. والحقيبة: كناية عن الكفل فيما زعموا والحقيبة: ما يحمله الإنسان خلفه إذا كان راكبا على عجز المركوب. والرادف: الذي يكون في الموضع الذي فيه الردف.
وقوله: كأن بجنبيه خباءين من حصى، يريد إنه يثير الحصى والتراب بحولفره، فيرتفع من جانبيه ويعلو، حتى كأن الحصى المرتفع من وقع حوافره خباءان نصبا من جانبي الحمار. والغدر: المكان الذي فيه جحرة يرابيع، وقرى نمل، أو وجر ضباع. ويقال لكل ثابت في عدو أو خصومة أو غير ذلك: إنه لثبت الغدر، ومرابه: يعني العير والأتن.
[في إعراب (عمرك الله)]
قال سيبويه في المنصوبات بعد قوله: عمرك الله، وأنه منصوب بإضمار فعل: لكنهم خزلوا الفعل يريد أنهم حذفوا الفعل الناصب لـ (عمرك) لأنهم جعلوه بدلا من اللفظ به. يريد انهم جعلوا المصدر وهو (عمرك الله) في موضع الفعل فلم يظهروه معه.
قال الاحوص الأنصاري:
إذ كِدْتُ أنكِرُ من سلمَى فقلتُ لها ... لما التقينا وما بالعهد منْ قِدَمِ