قال سيبويه، وتقول:(ما رأيت أحداً يقول ذاك إلا زيداً، هذا وجه الكلام). يريد أن وجه الكلام أن تجعل (زيداً) بدلاً من (أحد). ثم قال:(وإن حملته على الإضمار الذي في الفعل فقلت: ما رأيت أحداً يقول ذاك إلا زيدُ، فعربي). يريد أن يجعله
بدلاً من الضمير الذي في (يقول) العائد إلى أحد. قال عدي بن زيد:
(في ليلةٍ لا تَرَى بها أحداً ... يَحْكي علينا إلا كواكبها)
الشاهد فيه أنه أبدل (كواكبها) من الضمير الذي في (يَحْكي) فالضمير في (يَحْكي) يعود إلى (أحد).
والشعر في الكتاب منسوب إلى عدي بن زيد، وما رأيته له. وهو منسوب إلى رجل من الأنصار، وأظن أني رأيته منسوباً إلى غير الأنصار. وذكروا أن حاتم بن قبيصة المهلبي قال: لما أُدخلتْ حبابة على يزيد بن الوليد - وأظنه قد قيل أنها أدخلت على يزيد بن عبد الملك - أدخلت متوشحة بمُلاءة أحسبها صفراء معها الدُّف. فقالت:
ما أحسنَ الجيدَ من مُليكةَ ... والللباتِ إذ زانَها ترائبها