الشاهد فيه إنه نادى دارا بينها فصارت معرفة، وبناها على الضم لما قصد قصدها وليست بنكرة. ثم أتى بعدها بقوله: حسرها البلى، والفعل لا ينعت به إلا
النكرة. أراد سيبويه أن (حسرها) ليس بنعت لـ (الدار) إنما استأنف خبرا، كأنه بعد أن ناداها أخذ في الإخبار عنها فقال: حسرها البلى.
ومعنى حسرها: أزال ما كان فيها من الأطلال، وسفت الرياح على رسومها التراب فدرست معالمها، وأمحى أثرها. والمور: الغبار والتراب.
و (دق التراب) منصوب بدل من (مورا) ويجوز أن ينتصب بإضمار فعل مثل الفعل المتقدم، كأنه قال: سفت عليها دق التراب.
تجيله: تذهب به وتجيء، والمخيم: المقيم الذي أتخذ خيمة، وأراد بالمخيم التراب الذي سفته الريح فأقام في الدار، ولم تحمله الريح إلى موضع آخر. والمسير: الذي حملته الريح من موضع إلى آخر. أراد أن بعض التراب الذي أجالته الريح لم يبرح من الدار، وبعضه حملته إلى موضع آخر.
[في جعل (عسى) مثل (لعل)]
قال سيبويه في باب الضمير، قال عمران بن حطان:
ومن يقصِدْ لأهل الحق منهمْ ... فإني أتقيه بما لأتقاني
علي بذاك أن أحميه حقا ... وأرعاه بذاك كما رعاني
(ولي نفس أقول لها إذا ما ... تُنازعني لعليّ أو عساني)