للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في الكلمة همزتان: همزة العين، والهمزة التي هي لام، ولزم أن تقلب الهمزة الثانية ياء، لئلا يجتمع همزتان في كلمة، فكان عنده أن تقديم اللام - في هذا ونحوه - أسهل من صنعة النحويين:

قال العجاج - ووصف امرأة:

كأنما عظامُها بَرْدِيُّ

سقاه رَيّاً حائرُ رَويُّ

بالمأدِ حتى هو يمؤوديُّ

في أَيكهِ فلا هو الضحيُّ

ولا يلوحُ نبته الشتيُّ

(لاثٍ به الأشاءُ والعُبْريُّ)

عَنى بعظامها ساقيها وذراعيها، وأراد أنها تشبه أصول البَرْديّ في بياضه ونعمته، والحائر: المكان الذي يجتمع فيه الماء، ويتحير فيه فلا يخرج منه، والمأد: اهتزاز النبت.

يريد أن البَرديّ يهتز من نعمته ورِيّه، واليمؤودي مثل المأد، والأيكة: جماعة الشجر المجتمعة بمكان، والضحي: البارز للشمس و (هو) ضمير يعود إلى (البَردي). يقول: البردي نابت في حائر، حوله نخل وشجر يُكنه، فليس يبرز للشمس. ولا يلوح نبت هذا الحائر أي لا يظهر في الشتاء للشمس، لأن الشمس لا تعلوفي أوسط السماء حتى تقع على ما في وسط الحائر.

والأشاء: صغار النخل، والعُبري: السِّدر البري، واللائث واللاثي: الذي يحيط به ويدور حوله.

مجيء (فعلاء) اسماً

قال سيبويه قال زبّان بن سيار الفزاري:

(رحلتُ إليكَ من جَنفاَء حتى ... أنختُ فِناَء بيتكَ بالمَطالي)

<<  <  ج: ص:  >  >>