للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحَمِق: الأحمق. يقول: إن الشعراء إذا ضموا إليّْ وقيسوا بي، كانوا بمنزلة النجوم إذا ضمت إلى القمر. يريد أنهم يَخْفَوْنْ ويصغر شأنهم إذا حضر المرّار أو ذُكر، فأما الكيِّس منهم فإنه لا يتعرض ليْ ولا يطمع في مساواتي، ومَن طمع في مساواتي منهم أو مقاربتي، فإنه أحمق.

الفعل يرتفع بين الجزمين لوقوعه في موضع

الحال

قال سيبويه في باب ما يرتفع بين الجزمين، وينجزم بينهما: (أما ما يرتفع بينهما فقولك: إنْ تأتني تسألني أُعطِك، وإنْ تأتني تمشي أمشِ معك. وذلك لأنك أردت أن تقول: إنْ تأتني سائلاً يكن ذلك، إنْ تأتني ماشياً أمشِ. وقال زهير):

(ومن لا يَزَلْ يَستَحملُ الناسَ نفسَه ... ولا يُغنِها يوماً من الدهر يُسأمِ)

(يَستَحملُ) في موضع خبر (يزل) كأنه قال: من لا يزل مستحملاً الناسَ نفسه. ورفع (يَستَحملُ) لأنه في موضع الخبرْ وليس ببدل من فعل الشرط.

والشاهد على أن (يَستَحملُ) ليس ببدل من فعل الشرط، وليس يريد أن الفعل في موضع الحال.

ويروى: (من لا يزل يسترحل الناس). أي يجعل الناس كالراحلة يحمِّلهم أموره.

<<  <  ج: ص:  >  >>