الشاهد فيه إنه رفع (دونها) وجعله فاعلا لـ (يحمي) و (غبراء) مجرور بتقدير (رب) كأنه قال: رب أرض غبراء. يريد أنها مجدبة لا شيء فيها، ولا يرى فيها خضرا، و (دونها) هو المكان الذي هو اولها، يحمي: يمنع من السلوك إلى آخرها وقطعها بالسير؛ لشدته وصعوبة السير فيها، ولا يركبها إلا من خاطر بنفسه. وجواب (رب) في بيت آخر وهو:
قطعتُ بخلقاءِ الدفوف. . .
أي بناقة ملساء الجنبين.
[إعراب الاسم بعد (إذا)]
قال سيبويه قال ذو الرمة:
أقولُ لها إذْ شمرَ الليلُ واسْوتْ ... بها البيدُ واشتدَّتْ عليها الحرائِرُ
(إذا ابْنُ أبي موسى بِلالاً بَلَغْتِهِ ... فقامَ بفأس بين وصْلَيْكِ جازِرُ)
الضمير في (لها) يعود إلى ناقته، وشمر الليل: ذهب أكثره، واستوت بها البيد: يريد استوى سيرها في البيد ومضت على قصد، واشتدت على الناقة الحرائر: أي الرياح الحارة، وهي جمع حرور. والبيد: جمع بيداء وهي الأرض القفر، وبلال: هو بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الاشعري.