الشاهد فيه إنه نصب (حذارا) وعطفه على موضع (من) وهو عطف على معنى الكلام المتقدم، كأنه قال: طوى كشحا مختارا يأسة اليائس، أي ليأسة اليائس، وهو مفعول له.
والأذكار: جمع ذكر. يقول: ما ذكرك يا صاحبي الأشياء التي ذكرتها، وأراد بالأذكار الأشياء المذكورات، وعنى به إنه ذكر المعاني التي لام فيها، ثم قال: ما
لمعت من فعل إنسان قضى أوطاره، وما كانت نفسه تدعوه إليه من الزيارة والإلمام ممن يحب، ثم طوى بعد ذلك كشحه مختارا للفرقة.
ويقال للذي فارق: قد طوى كشحه، وأصله أن الذي يولي عن الإنسان الذي يخاطبه أو يكلمه إذا ولى عنه، ثنى كشحه وجنبه وأدبر عنه. وقوله: من يأسة اليائس أو حذارا؛ يريد إنه وإن فارق مختارا للفراق لأجل يأسه ممن قصده، أو حذره على نفسه. ولم يبين لأي الوجهين طوى كشحه، لأجل اليأس أو لأجل الحذر.
[إعمال الفعل الأول والإضمار للثاني]
قال سيبويه قال المرار:
فردَّ على الفؤاد هوى عميداً ... وسوئل لو يُبينُ لنا السؤالا