كاملا فاستعاره، يريد إنه أخذ منه قوته وشجاعته وحسنه وصبره وجلده وجميع الأحوال الجميلة التي كانت فيه، شيئا بعد شيء، وجعل هذه الأشياء بمنزلة السلاح لأنه يدفع بها عن نفسه كما يدفع بالسلاح.
والشليل: الدرع القصيرة، والبدن: الدرع السابغة، والمغول: حديدة تكون في السوط. وهذه الأشياء التي ذكرها منصوبة، فهي بدل من السلاح، كما تقول: رأيت اخوتك زيدا وعمرا وعبد الله. وقوله: وهذا ردائي عنده يستعيره، يريد عند الدهر، والضمير يعود إلى الدهر، والرداء فيما أرى: يعني به نفسه كما كني عن الإنسان في بعض الكلام بالثياب.
وقد قيل في قوله تعالى:(وثيابك فطهر) أي نفسك، ويجوز أن يعني بالرداء أفعاله الجميلة التي كان يفعلها، فإن أثرها عليه أحسن من الارتداء. ومثله قوله:
. . . . . . إذا هو بالمجدِ ارتدى وتأزَّرا
ويجوز أن يعني بالرداء: السيف، كأنه قال: أخذ مني سيفي، يريد به شبابه وقوته، وإذا سلبني شبابي وقوتي عمل في أن بسلبي نفسي. وقوله: آمال بن حنظل يريد يا مالك بن حنظلة، ونادى قومه ليعجلوا، وأراد مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد
مناة بن تميم وهو من بني نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة.
والشاهد فيه إنه رخم حنظلة في غير النداء.
[في حركة لام الاستغاثة]
قال سيبويه في: باب ما يكون النداء فيه مضافا إلى المنادى بحرف الإضافة: قال مهلهل: