(وشرُّ المنايا ميّتٌ بين أهله ... كهُلْكِ الفتى قد أسلم الحي حاضُرُهُ)
الشاهد فيه على حذف المضاف. وتقدير الكلام: وشر المنايا منية ميت بين أهله.
يعني أنه: شر ضروب الموت الموت على الفراش، يقصد إلى أن الشجعان وأصحاب النجدة والبأس كانوا يقتلون ولا يموتون على فرشهم. ومثله:
تَسيلُ على حدّ الظُّباتِ نفوسُنا
ومثله قول عبد الله بن الزبير بما بلغه قتل مصعب أخيه: لسنا كأولاد أبي
العاصي، إنا لا نموت إلا طعنا بالرماح وقعصا بالسيوف.
وقوله: كهلك الفتى أي: المنية التي هي شر المنايا كهلك الفتى. فتقدير قوله:(كهلك الفتى) إنه خبر ابتداء محذوف. وقوله:(قد أسلم الحي حاضره) أي: قد أسلم الإنسان الحي الذي قد أشرف على الموت حاضره: الذين حضروه من أهله.
ويجوز عندي أن تكون الجملة التي هي قوله:(قد أسلم الحي حاضره) في موضع الحال من (الفتى).