للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فتضعف، ولا ينقطع العرق منها فلا يخرج، وانقطاعه مذموم، وكذلك كثرته مذمومة.

[في عمل (زعم)]

قال سيبويه في باب ظننت: قال أبو ذؤيب:

(فإنْ تَزْعُميني كنتُ أجهلُ فيكُمُ ... فإني شَرَيْتُ الحِلْمَ لعدَكِ بالجهلِ)

وقال ضحابي: قد غُبنْتَ فخِلْتُني ... غَبَنْتُ، فما أدري أشَكْلُهُمُ شكلي

الشاهد فيه إنه جعل (تزعم) بمنزلة (تظن) وعداه إلى ضمير المتكلم، وجعل الجملة التي بعده في موضع المفعول الثاني، ويعود إلى المفعول الأول وهو ضمير المتكلم - من الجملة التي في موضع المفعول الثاني - التاء التي هي الاسم في (كنت).

وشريت: في هذا الموضع بمعنى اشتريت. ويروى (فإني اشتريت). يقول لها: أن كنت تزعميني أني كنت جاهلا باتباعك ومحبتك؛ فقد اشتريت الحلم بصبري عنك، وبعت الجهل. وجعل استبداله الصبر والحلم بدل الهوى والغزل بمنزلة استبدال الشيء المشترى بدل الثمن المدفوع عوضا منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>