(يا لعنةُ اللهِْ والأَقوام كلهِمِ ... والصالحين على سمعانَ من جارِ)
الشاهد فيه على أنه حذف المنادى بعد (يا) من اللفظ، وهو مقدر في المعنى، ورفع (لعنة) بالابتداء، و (على سمعانَ) خبره. وتقدير الكلام: يا قوم، لعنة اللهْ والأقوام.
و (من جار) في موضع تمييز، كأنه قال: على سمعان جاراً. وهو واضح.
[إبدال العين من الياء - ضرورة]
قال سيبويه قال الراجز:
ومنهل ليس له حوازِقُ ... ولضَفادي جَمهِ نقانقُ
الشاهد فيه على أنه أبدل العين من (ضفادع) ياء، وكان ينبغي أن يقول: ضفادع جمه، فلو قاله لانكسر البيت، فأبدل من العين ياء، والياء تسكن في موضع الجر فاستوى وزن الشعر. والمنهل: مثل المصنع، والحوازِقُ: جمع حازقْ وحازقة، والحَزْق: الحبس. يعني أن هذا المنهل ليست له جوانب تمنع الماء أن ينبسط حوله، ويجوز أن يريد: ليست حروفه تمنع الواردة، بل جوانبه كلها سهلة لمن يريده. والنقانق: جمع نِقْنِقَةْ وهي الصوت، وجمه: معضمهْ وكثرته.