للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(أرق) كأنه قال: أرق من أجل نازح، ويجوز أن يكون في صلة (طيف) كأنه قال: ألا يا لقوم لطيف الخيال من نازح

ذي دلال أرق، يريد أرقني. و (نازح) وصف لمحذوف، كأنه قال: أرق من إنسان نازح ويريد بالنازح امرأة، وإنما ذكر لأنه جعله وصفا لإنسان أو لشخص أو ما أشبه ذلك.

و (لطيف) في صلة فعل محذوف، كأنه قال: أعجبوا لطيف الخيال. والدلال: أن يكلف المحب أمورا لا يريد بها أن يظهر بقبوله منه إنه محب.

[في باب النداء]

قال سيبويه في باب النداء: قال الطرماح:

(يا دارُ أقوتْ بعد أصْرامها ... عاما وما يَعْنيكَ مِن عامها)

فإنما ترك التنوين فيه لأنه لم يجعل (أقوت) صفة للدار، يريد أن (دارا) نكرة في الأصل، فإن نادى من الدور بغير عينها نصب ونون، وإن قصد إلى دار بعينها ضمها ضمة بناء، وإذا صارت معرفة بالقصد إليها دون غيرها لم تنعت بنكرة، والأفعال والجمل لا تكون نعوتا للمعارف، إنما تكون نعوتا للنكرات.

وبعد قوله (يا دار) قوله (أقوت) فلو أراد أن تكون (أقوت) وصفا للدار لكانت (الدار) نكرة، وكان يقول: يا دارا أقوت، ولكنه أراد أن يناديها بعينها فقال: يا دار ثم تحدث عنها بعد أن

<<  <  ج: ص:  >  >>