للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقولها (هلِ) أرادت: هل يُحسن إليّ بتفريق ما بيني وبينه. وقولها: (إن كنت من هذا مُنجي أحبلي) أي بقطع ما بيني وبينه من الوُصلة وعقد التزويج.

والأحبل: خمع حبل وهوما بينهما من العقد، و (منجي) خبر (كنت) ولكنه أسكن الياء من أجل الشعر.

وقوله: إمّا بتطليقٍ: إما أن يطلق طلاقاً بيناً صريحاً، وإما أن يقول ارحلي، ويريد به الطلاق. تمنت أن تبين عنه بصريح الطلاق أو الكناية عن الطلاق. وقوله: ارحلي وهو يريد الطلاق مثل قولهم: الحقي بأهلك واغرُبي وما أشبه ذلك.

وحذف المستفهم عنه بـ (هل) اعتماداً على فهم السامع ما يعني، وحذف جواب الشرط وهو: (إنْ كنتَ) كأنه: إن كنت منجياً لي من هذا الرجل حَييتُ أو عشتُ أو تخلصت وما أشبه ذلك. وشبهت الصَّفن وهو جلد الخصية بجراب، وشبهت الخصيتين بحنظلين في جراب، والحنظل اسم للجنس، الواحدة حنظلة، وأضاف ثنتا إلى الحنظل وهو واقع على جميع الجنس كأنه قال: ثنتان من الحنظل، وفي معنى (حنظلتان) وهومثل ما قدمنا تبيانه.

جمع (فعَل) على (أفعُل) على غير القياس

قال سيبويه: (وربما كسروا (فعَل) على (أفعُل) كما كسّروا (فعَل) على أفعال،

وذلك قولهم: زمن وأزمن). قال ذو الرمة:

(أمنزِلتيْ ميٍّ سلامُ عليكما ... هل الأزمُنُ اللائي مضَيْنَ رواجِعُ)

<<  <  ج: ص:  >  >>