قال سيبويه فيما اعتلت فاؤه:(وقد دخلت على المفتوح كما دخلت الهمزة عليه، وذلك قولهم (تيقور) وزعم الخليل أنها من الوقار).
يريد أن التاء دخلت على ما أوله ولو مفتوحة فجُعلت بدلاً منها، كما أبدلت التاء من الواو المضمومة في: تكلان وتجاه وتخَمة. قال العجاج:
(فإنْ يكنْ أمسى البلى تيْقوري)
والمرءُ قد يصيرُ للتصييرِ
مقرِراً بغيرِ لا تقريرِ
يقول: إن كان بِلى جسمي، وضعفُ قوتي، قد صيراني وقوراً قليل الحركة. يريد أنه صار وقوراً لكبره وبلاه وضعفه. وفي (يكن) ضمير الأمر والشأن، و (البلى) اسم (أمسى) و (تيْقوري) خبر (أمسى)، والتصيير: ما يصير إليه الإنسان من حال بعد حال.
يريد أن الإنسان يُنقل من حال إلى حال، لا يدوم له شبابه وقوته ونشاطه وقوله: مقرَّراً، يقول: تقرر على حال يجعل عليها، ثم لا يترك عليها حتى يُنقل إلى حال أخرى. وجواب (إن يكن) يأتي بعد هذه الأبيات، ولم أذكره لأني كرهت الإطالة.