للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يؤدي إلى أن يدنيه الفرس من أخرى القطاة. وهذا مثل قولهم: (لا أرَيَنَّكَ هاهنا) أي لا تكن هاهنا فأراك.

ومثله للأعشى:

لا أعرفَنَّكَ إنْ جَدَتْ عداوتُنا ... والْتُمِسَ النَّصرُ منكم عَوضُ تَحتَمِلُ

أي لا تفعل ما نهيتك عنه، فإنك إن فعلته عرفته.

ومعنى البيت أنه قال للغلام الذي ركب الفرس، وطلب عليه الوحش لا تجهده، أي لا تستخرج جميع ما عنده من العَدْو، فلا يمكنك أن تثبت على ظهره، ويُدنِك من مؤخره فتقع. والقطاة: مقعد الردف من ظهر الفرس.

مجيء خبر (عسى) مجرداً من (أنْ)

قال سيبويه: (واعلم أنّ من العرب مَن يقول؛ عسى يفعلُ. يشبهّها بـ (كاد يفعلُ) فـ (يفعل) حينئذ في موضع اسم منصوب). قال المرّار بن سعيد ألأسدي:

تخبَّأ معشرُ الشعراءِ مني ... كما اْختبأتْ من القمرِ النُّجومُ

(فأما كَيِّسُ فنجاْ ولكنْ ... عسى يَغترُّ بي حَمِقُ لئيمُ)

الشاهد في قوله (عسى يَغترُّ) ولم يقل (عسى أن يَغترَّ).

<<  <  ج: ص:  >  >>