للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الضرورة في تقديم الخبر، وحمله هو على الضرورة في حذف الخبر.

فإن قال قائل: قد استمر حذف خبر المبتدأ في باب من الأبواب وهو قولك: شربك السويق ملتوتا. . . قيل له: هذا الحذف يكون في المصادر، لأن الخبر فيها على وجه واحد يقع، وهو (إذ كان) و (إذا يكون) فصار كحذف العامل في الظروف وهو (مستقر) لأنه على وجه واحد يقع، فهو معلوم مستغنى عن ذكره. وليس كذا حذف الخبر في البيت.

وجملته: أن سيبويه ذكر أن الضرورة في تقديم الخبر مع الأعمال. وأبو العباس يقول: الضرورة حذف الخبر. فيحتاج أن ننظر أولى القولين بالصواب، فوجدنا قول سيبويه أولى، لأنه ليس أحتاج في قوله إلى تقدير شيء محذوف من الكلام. وفي قول أبي العباس، الضرورة في حذف الخبر، وينبغي أن يحمل الكلام في صحته على ظاهر لفظه، وأنه لم يحذف منه شيء ما أمكن أن يفعل ذلك، فإن لم يمكن حملنا الكلام على أن فيه محذوفا.

وإذا كانت الضرورة في الوجهين جميعا، فالقول: الذي لا يحتاج معه إلى تقدير محذوف.

[الظرف - رفعه على الفاعلية]

قال سيبويه: قال ذو الرمة:

(وغبراَء يحمي دونها ما وراءها ... ولا يَحْتطِبْها الدهرَ إلا مخاطرُ)

<<  <  ج: ص:  >  >>