رثت الخرنق بهذا الشعر جماعة من بني مرثد وهم قومها، قتلوا في قلاب وكان بشر بن عمرو بن مرثد غزا في بني قيس بن ثعلبة، فأصاب في بني عامر بن
صعصعة فملأ يديه، ثم عاد فمر ببني أسدْ وهم نزول على قلاب فوثبوا عليه فقتلوه وثلاثة من ولدهْ وجماعة من قومه، وأخذوا ما كان غنم من بني عامر. فرثتهم الخرنق.
[تأنيث فاعل المذكر حملا على المعنى]
وقال سيبويه في باب تثنية أسماء الفاعلينْ وجمعها إذا تقدمت، قال أبو ذؤيب:
(بعيدُ الغزاةِ فما أنْ يزالُ ... مضطَمراً طرّ تاه طليحا)
كسيفِ المراديّ لا ناكلا ... جباناً ولا جيدرِياً قبيحا
الشاهد في قوله (مضطمرا طرتاه) ذكر مضطمرا ولم يقل مضطمرةْ والفعل للطرتين.
وأراد بالطرتين الجدتين اللتين بين بطنه وظهره في جانبيه، ويقال لمنقطع جنب الظبي طرة، ولونه يخالف لون بطنه، واستعمل الطرتين في الناس استعارة، والطليح: المعيي. وقوله: كسيف المرادي، ومراد من قبائل اليمن، يعني أن سيفه يماني، فلم يمكنه أن يقول: يمان فقال: كسيف المرادي. والجيدرْ والجيدري: القصير، والناكل: العاجز المقصر.