للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تصنع أمراً اوهممت به، مضيت ولم تتوقف، لجرأتك وشجاعتك وجودة رأيك، ولم يحبسك عنه جبن ولا هيبة.

وفي كلام الحجاج لأهل العراق وتوعّده لهم: (إني لا أهُمّ إلا مضيت، ولا أخلُق إلا فريت). يريد أنه إذا قدّر امراً، مضى له، ولم يحبسه عن فعله عجز ولا هيبة.

ومثله قول الآخر:

ماضٍ على الهَمِّ مقدامُ الوغَى بطلُ

والشاهد في البيت حذف الياء من (يفري) لأجل القافية.

[حذف ياء المتكلم مع الكسرة قبلها - ضرورة]

قال سيبويه في: ما يحذف من الأسماء من الياءات في الوقف. ثم أنشد للأعشى من قصيدة بيتين متباعدين، وجمع بينهما في الإنشاد لأجل أن في آخر كل واحد منهما شاهداً على ما ذكر من الحذف. قال الأعشى:

وما إنْ أرى الموتَ في صَرْفِهِ ... يغادرُ من شارخٍ أويَفنْ

(فهل يمنعني ارتيادي البلادَ ... من حَذَرِ الموتِ أنْ يأتِيَنْ)

الشارخ: الصغير السن الحدث، واليفن: الكبير، ويغادر: يترك. يقول: الموت لا يترك أحداً لا صغيراً ولا كبيراً. وصرفه: تصرفه وتقلبه، وارتياده: ذهابه ومجيئه وطوفه في البلاد، يقال منه: راد يرود إذا ذهب وجاء، وارتاد يرتاد.

يقول: هل يمنعني تطوّفي في البلاد،

<<  <  ج: ص:  >  >>