للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتنقلي من موضع إلى موضع من حذر الموت، أن يأتيني الموت؟ أخرجه مُخرج الاستفهام، وما كان من ألفاظ الاستفهام في تقرير وتوبيخ، فإنما يأتي بألف الاستفهام، وقد استعمله الأعشى بـ (هل)، و (أن يأتيني) منصوب مفعول (يمنعني).

يقول: هل يمنع مني الموتَ أن ينزل بي - طوفي في البلاد. ثم قال:

تيممُ قيساً وكم دونه ... من الأرض من مَهْمَةٍ ذي شزَنْ

(ومن شانئٍ كاسفٍ وجهُهُ ... إذا ما انتسبْتُ له أنكَرَنْ)

يمدح قيس بن معد يكرب الكندي، تيمم: تقصد. وفي (تيمم) ضمير

يعود إلى راحلته، وكم دونه: يريدكم دون بلاده من مهمه، والمهمه: الأرض القفر البعيدة الأطراف، والشزن: الغلظ من الأرض، يقال أرض شزنة إذا كانت صعبة المسلك، والشانئُ: المبغض، يقال منه شنأ يشنأ، والكاسف: المتغير العابس، يقال كَسَف وجهُه يكسِف.

وقوله: إذا ما انتسبت له أنكرنْ، للعداوة التي بينهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>