للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(أنْ) المفتوحة لا يجازى بها

قال سيبويه في باب الجزاء إذا كان القسم في أوله: (وأما قول الفرزدق:

وجدْنا بني مروانَ أوتادَ ديننا ... كما الأرضُ أوتادُ عليها جبالُها

(وأنتم لهذا الناسِ كالقبلةِ التي ... بها أنْ يَضِلَّ الناسُ يُهدَى ضَلالُها)

قال سيبويه بعد إنشاد هذا البيت الثاني: (ولا يكون الآخر إلا رفعاً) يعني يُهدى (لأنّ (أنْ) لا يجازى بها، وإنما هي مع الفعل اسم كأنه قال: لأن يضلّ الناس يُهدى ضَلالها).

يريد (أنْ) المفتوحة الخفيفة لبست بجزاء، و (إنْ) المكسورة الخفيفة يجازى بها، ويجزم الفعل الذي يليها لأنه شرط، ويجزم الفعل الثاني لأنه جواب الشرط.

وهذه المفتوحة مع الفعل بمنزلة اسم تعمل فيه العوامل. والفعل المتأخر الذي ولِيته (أنْ) لبست (أنْ) تعمل فيه، ولم يدخله شيء من عوامل الأفعال، فهو مرفوع في ذا الموضع كما يرفع في غيره. وإنما أنشد هذا البيت في باب الجزاء، ليُعلم أنه ليس مثله.

و (أنْ يَضِلَّ الناسُ) منصوب لأنه مفعول له، والعامل (يُهدَى) كأنه قال: لأن يضل الناس يُهدَى ضَلالُها.

<<  <  ج: ص:  >  >>