فإن قال قائل: الفعل الماضي لا يكون عند سيبويه حالا، قيل له: إذا دخل عليه (قد) جازت فيه الحال. فإن قال: فليس في الجملة عائد إلى (الفتى) قيل له: (الحي) في موضع الضمير من طريق المعنى، كأنه قال: قد أسلمه أهله، وإنما حسن هذا لأن الكلام تقديره: كهلك الفتى الحي قد أسلمه أهله للموت.
فجعل (الحي) مفعول (أسلم) وهو في المعنى الفتى. ومثله قول الله عز وجل:(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا) معناه: أنا لا نضيع أجره، لأن من أحسن عمله مؤمن.
[جر الظرف غير المتمكن - لغة]
قال سيبويه قال رجل من خثعم:
(عَزَمْتُ على إقامةِ ذي صَباحٍ ... لشيءٍ ما يُسَوَّدُ مَنْ يَسودُ)
الشاهد فيه إنه جر (ذا صباح) وهو ظرف لا يتمكن، والظروف التي لا تتمكن لا تجر ولا ترفع، ولا يجوز مثل هذا إلا في لغة لقوم من خشعم، أو يضطر إليه شاعر.
يريد: عزمت على الإقامة إلى وقت الصباح لأني وجدت الرأي والحزم