(كُرُّوا إلى حَرَّتَيْكُمْ تَعْمرونَها ... كما تَكُرُّ إلى أوطانها البقرُ)
الشاهد فيه أنه رفع (تَعْمرونَهاّ) ولم يجزمه على جواب (كُرُّواّ) وجعل (تَعْمرونَها)
في موضع الحال، كأنه قال: كروا عامرين.
يريد: ارجعوا إلى الحجازْ وإلى موضعكم فيه، والحِرار التي لكم هناك، فليست الجزيرةْ وما قَرُب منها دياراً لكمْ ولأننا لا ندعكم فيها. وهو على تقدير: كروا عامرين، وليسوا بعامرين في وقت كَرِهم إلى ديارهمْ ومعناه كروا مقدَرين لعمارتها.
ومثله قوله عزْ وجل:(فادخلوها خالدين)، أي مقدِّرين الخلود. وقوله: كما تكر إلى أوطانها البقر، يريد كما ترجع بقر الوحش إلى كُنُسها إذا خافت. وقد يجوز أن يريد البقر الإنسية، أي ارجعوا إلى مواضعكم التي كنتم فيها فالزموها، كما ترجع البقر التي تحرث إلى مواضعها التي تأوي إليها.
الفصل بالاسم بين حرف الجزاءْ وفعله
قال سيبويه في الجزاء:(وأما سائر حروف الجزاء فهذا فيها ضعيف في الكلام، لأنها ليست كـ (إنْ). يريد أن الفصل بين حروف