قال سيبويه في المصادر: وكذلك فعْللته صعررته لأنهم أرادوا بناء دحرجته). يعني أن صعررته ملحق بالرباعي وهو مما يتعدى، وذكره لأنه كره أن يظن ظان أن هذا الملحق لا يتعدى، فذكر أنه يتعدى، كما يتعدى الذي ألحق به، قال غيلان بن حُريث:
تأخذ منه تارة وتمتري
به قليلاً دَرُّه لم يُفطرِ
(سوداً كحَبِّ الفلفلِ المُصَعْرَرِ)
وصف ذنب ناقة فقال: تأخذ من ذنبه تارة، وتمتري: تمسح، والمَرْي: المسح، والرجل يَمري أخلاف الناقة يمسحها، والمَرْي: مسحها لتدُرّ، ومريت الفرس: استخرجت ما عنده من العدو. وأراد به في هذا البيت المسح وحده. وأراد أن
الناقة تمسح بذنبها ضرعها وأخلافها.
يقول: إنها تدخل ذنبها بين فخديها، وتمسح ضرعها به. وأراد: وتمتري به ضرعاً قليلاً دَرُّه، فحذف الموصوف وأقام الصفة مقامه. والدَرّ: اللبن، يريد أنها لا لبن لها، لم يُفطَر: لم يحلب. يقال فطرها يفطرها إذا حلبها بأطراف أصابعه.
(سوداً) منصوب، بدل من قوله (ضرعاً قليلاً دَرُّه) وهو بدل الشيء