للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشاهد فيه إنه رفع (مكانك) بالابتداء، ورفع (مكان القراد) وجعله خبرا لـ (مكانك) ولم يجعله ظرفا، ولو نصبه لكان جائزا وفيه اتساع. وتقديره: مكانك من وائل مثل مكان القراد من أست الجمل.

يعني من أخس قبائل بكر بن وائل وأوضعها، وأنه - في خسة المنزلة وسقوطها

وأنه لا يلتفت إليه - مثل القراد الذي يتعلق باست الجمل.

[(لبي) مثنى (لب) في لبيك]

قال سيبويه في المنصوبات:

(دعوتُ لِما نابني مِسْوَراً ... فَلَبَّى يَدَيْ مِسْوَر)

الشاهد فيه أن قوله (لبي) تثنيه لب، وهو شاهد على أن (لبيك) تثنيه، وليس كما زعم يونس أن (لبيك) أصلها لبا، وأن الألف زائدة فيها على (لب) مثل جرا، وأن الألف انقلبت ياء لما اتصلت بالضمير، كما انقلبت الألف في (عليك). ولو كانت الألف لغير التثنية لم تنقلب مع الظاهر، كما أن ألف (على) لا تنقلب في قولك: على زيد مال.

وقد انقلبت الألف مع (يدي) - وهو ظاهر - ياء، فعلمنا أن الألف للتثنية.

والمعنى أن مسورا معوان حسن الصداقة والمودة، إذا دعاه صديق للمعونة على نائبة نابتة لباه وأظهر سرورا بمعونته، ولم يتثبط عنه. وقوله فلبى: أي لباني لما دعوته. وقوله: فلبي يدي مسور: أي فلبي مسور متى دعاني، أي إذا دعاني أجبنه كما أجابني حين دعوته. وعبر عن مسور بيدي مسور، أي أنا أطيعه وأتصرف تحت مراده وأكون كالشيء الذي يصرفه بيديه.

<<  <  ج: ص:  >  >>