للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الرفع على الاستئناف إيثارا للمعنى]

قال سيبويه قال عوج بن حزام الطائي:

هل تعرفُ اليومَ رَسَمْ الدارِ والطَّللا ... كما عرفتَ بجَفْنِ الصَّيْقَلِ الخِلَلا

رسماً كسَتْهُ الليالي بعد جِدَّتِهِ ... دقُاقِ تُرْبٍ سَفَتْهُ الرّيحُ فانتخلا

وكلُّ أسحمَ رجّافٌ له زَجَلٌ ... واهِي العَزالي إذا مل انْهَلَّ أو وَبَلا

(دارٌ لمَرْوَةَ إذْ أهلي وأهلُهُمُ ... بالكامِسِية نَرْعَى اللهْوَ والغزَلا)

الشاهد فيه إنه رفع (دار)، والذي قبله: (هل تعرف اليوم رسم الدار) فلم يجعله بدلا مما قبله، واستأنف الكلام به فقال (دار) رفع، وجعله خبر ابتداء محذوف. كأنه قال: هو دار لمروة. والكامسية مكان بعينه.

ويروى (بالكامسيات) والطلل: ما شخص من آثار الدار، والخلل: جلود تنقش وتلبس جفون السيوف، وربما أذهبت.

يشبهون آثار الديار بالخلل التي تكون على جفون السيوف، لأجل النقوش التي فيها والخطوط، وواحدة الخلل خلة. والأسحم: الأسود، وأراد كل سحاب أسحم، فحذف الموصوف وأقام الصفة مقامه، والرجاف: السحاب الذي يضطرب، والزجل: الصوت، يعني إنه سحاب فيه رعد. والعزالي: جمع عزلاء وهي المزادة، و (واه) غير مشدودة.

<<  <  ج: ص:  >  >>